الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

يا فتاة الإسلام

إن الحجاب يصونك ويحفظك من النظرات المسمومة الصادرة من مرضى القلوب وكلاب البشر. ويقطع عنك الأطماع المسعورة فالزميه. وتمسكي به ولا تلتفتي للدعايات المغرضة التي تحارب الحجاب أو تقلل من شأنه، فإنها تريد لك الشر، كما قال تعالى:  وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً  [النساء:27].
فيا فتاة الإسلام:
هذه امرأة أمريكية تدعو إلى الحجاب بعد أن رأت التمزق الأسري والانحلال الخلقي يعصف بمجتمعها.
أمريكية توصينا بالتمسك بأخلاقنا الإسلامية الجميلة، وعاداتنا الحسنة.
أمريكية تحذرنا من مغبَّة الاختلاط والإباحية التي أدت إلى فساد المجتمعات في أوربا وأمريكا.
فأبشري يا فتاة الإسلام.. وقَرّي بحجابك عيناً.. واعلمي أن المستقبل لهذا الدين.. وأن العاقبة للمتقين ولو كره الكارهون.

تساؤلات حول الحجاب..


قبِّلي يدي وأتحجب

تقول منيرة : كنت أعشق التبرج، فسايرت الموضة في العباءات بكل أنواعها وأشكالها، وفي نفس الوقت كنت أعتبر العباءة الساترة مقتصرة على المتخلفات عن ركب الموضة والفقيرات..
وفي ذات يوم ذهبت وأنا بكامل زينتي مع مجموعة من صديقاتي إلى السوق، وحين رأتني إحدى النساء وجهت لي النصيحة بأن أتحجب حتى لا أتعرض للنار، اهتز جسمي لنصيحتها..
لكني أردت أن أُضحك صديقاتي اللواتي برفقتي.. فقلت لهن ولا أدري هل أندم على ما قلته أو أفرح له، لأنه كان سببا ً بعد الله في توبتي ورجوعي للحق.. أتدرون ماذا قلت ؟
قلت كلمة بكيت منها، لقد قلت بعد أن مددت كفي لها: قبِّلي يدي وأتحجب ! قولوا لي بربكم ماذا تظنون أنها فاعلة ؟ أغضبت ؟ أم انسحبت ؟ أم اعترضت ؟ لا وربي لا هذا ولا ذاك، بل أخذت يدي وقبلتها وهي تقول:
- أقبل يدك ورأسك ما دمت ستتحجبين، فأنت ِ غالية والطلب رخيص ! ودعت لي بالخير، وعندها بكيت وبكيت وبكيت، واستصغرت نفسي وازدريت عباءتي وعدت إلى البيت، وخلوت بنفسي بعض الوقت..
وقررت أن أرتدي العباءة الساترة، مستعينة بالدعاء، وكم تمنيت لو أني أعرف تلك المرأة لأشكرها، وحسبي أني أدعو لها في كل حين.. إنهم صاروا ينادوني يا " مطوعة " ولكني لم أبالي بما يقولون..
ومن مزايا العباءة الساترة أن جعلت الرجال الأجانب يحترمونني، فلم يعد أحد يتجرأ على النظر إليَّ، كما أن الباعة صاروا يتأدبون معي الحديث، عكس ما كان سابقا ً من محاولة للمزح، من هنا أدركت أن للحق هيبة.

لاادري من اطيع

عادت الفتاة الصغيرة من المدرسة ، وبعد وصولها إلى البيت لاحظت الأم أن ابنتها قد انتابها الحزن ، فاستوضحت من الفتاة عن سبب ذلك الحزن .
فقالت الفتاة : " أماه إن مدرستي هددتني بالطرد من المدرسة بسبب هذه الملابس الطويلة التي ألبسها .
الأم : ولكنها الملابس التي يريدها الله يا ابنتي ، الفتاة : نعم يا أماه .. لكن المدرسة لا تريد .
الأم:حسنا يا ابنتي المدرسة لا تريد،والله يريد فمن تطيعين ؟أتطيعين الله - سبحانه وتعالى - الذي أوجدك وصورك ، وأنعم عليك ؟
أم تطيعين مخلوقة لا تملك لنفسها نفعا ولا ضرا .
فقالت الفتاة : بل أطيع الله .
فقالت الأم : أحسنت يا ابنتي وأصبت .
وفي اليوم التالي .. ذهبت تلك الفتاة بالثياب الطويلة .. وعند ما رأتها معلمتها أخذت تؤنبها بقسوة .. فلم تستطع تلك الفتاة أن تتحمل ذلك التأنيب مصحوبا بنظرات صديقاتها إليها فما كان منها إلا أن انفجرت بالبكاء . ثم هتفت تلك الصغيرة بكلمات كبيرة في معناها .. قليلة في عددها : والله لا أدري من أطيع ؟ أنت أم هو .
فتساءلت المدرسة : ومن هو ؟ !
فقالت الفتاة : الله . أطيعك أنت فألبس ما تريدين و أعصيه هو ؟ !
أم أطيعه وأعصيك ، سأطيعه سبحانه وليكن ما يكون ، يا لها من كلمات خرجت من ذلك الفم الصغير ، كلمات أظهرت الولاء المطلق لله تعالى .
أكدت تلك الصغيرة الالتزام والطاعة لأوامر الله الواحد القهار .
هل سكتت عنها المعلمة ؟ لقد طلبت المعلمة استدعاء أم تلك الطفلة . فماذا تريد منها ؟ وجاءت الأم .
فقالت المعلمة للأم : " لقد وعظتني ابنتك أعظم موعظة سمعتها في حياتي " ، نعم لقد اتعظت من تلميذتها الصغيرة ، المعلمة التي درست التربية وأخذت قسطا من العلم .
المعلمة التي لم يمنعها علمها أن تأخذ " الموعظة " من صغيرة قد تكون في سن إحدى بناتها .
فتحية لتلك المعلمة ، وتحية لتلك الفتاة الصغيرة التي تلقت التربية الإسلامية وتمسكت بها ، وتحية للأم التي زرعت في ابنها حب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - .
الأم التي علمت ابنتها حب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - .
فيا أيتها الأمهات المسلمات : بين أيديكن أطفالكن وهم كالعجين تستطعن ​​تشكيلهم كيفما شئتن فأسرعن بتشكيلهم التشكيل الذي يرضي الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - .
علمنهم الصلاة ، علمنهم طاعة الله تعالى ، علمنهم الثبات على الحق ، علمنهم كل ذلك قبل سن المراهقة .
فإن فاتتهم التربية وهم في مرحلة الصغر فإنكن ستندمن أشد الندم على ضياع الأبناء عند الكبر ، وهذه الفتاة لم تكن في عصر الصحابة .. ولا التابعين ، إنما في العصر الحديث ، وهذا مما يدل على أننا باستطاعتنا أن نوجد أمثال تلك الفتاة .
الفتاة التقية الجريئة على إظهار الحق والتي لا تخشى في الله لومة لائم ، فاسقيها ماء التقوى والصلاح ، وأصلحي لها بيئتها طاردة عنها الطفيليات و الحشرات الضارة ، وهاهي الأيام أمامك ، فانظري ماذا تفعلين بالأمانة التي أودعها لديك رب السماوات والأرض .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: { من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس } .

التدريس على لبس الحجاب

أختي الأم الغاليه 
يجب عليكِ تعليم أبنتكِ لبس الحجاب منذ الصغر
وذلك بين عشية وضحها تجد الام نفسها فى حيرة كيف تقنع ابنتها بالحجاب الشرعى الذى اصبحت مكلفة به وغالبا ما تجد الرد حاضرامازلت صغيرة على الحجاب

فكيف نربى بناتنا على حب الحجاب
هذا موضوع مهم جداً يجب علينا التركيز عليه في تربيتنا لبناتنا الحبيبات .. وخصوصاً في هذا الزمن الذي كثر فيه الداعين إلى تحرر المرأة من حجابها وحيائها وعفتها ودعوتها إلى الإختلاط والسفور .. أسأل الله أن يحفظناجمميعا به وأن يحفظ لنا بناتنا مما يراد بهم وأن يستر عليهم في الدنيا والآخرة

وهناك أسباب عدة تجعل كل أبوين يسعيان في تربية
بناتهما على الحجاب وهي

1 لأن الآباء والأمهات أو المربين سوف يقفون بين يدي الله - تعالى -ويسألهم عن رعبتهم.
2 لأن الإسلام يأمر بتدريب الصغار على العبادة قبل التكليف بها أي قبل بلوغهم.
3 لأننا لو أطلقنا لهن الحرية منذ الصغر في ارتداء ما يشأن تقليدًا لغيرهن من غير الملتزمات - دون توجيه فسوف يعتدن هذا، ثم يفاجأن حين يصلن لسن التكليف بمن يأمرهن بالحجاب، فتكون كالصدمة بالنسبة لهن.
4 لأنهن لو لم يحببنه ويقتنعن به منذ الصغر؛ فقد يرتدينه بالإكراه خوفًا من أولي الأمر، مما يؤدي إلى تحايلهن بعيدًا عن أعين ولي الأمر بشتى الطرق لمسخه وإخراجه عن وظيفته.

كيف ندرب بناتنا على حب الحجاب؟
من البداية ينبغي أن تحرص الأم على تعليم ابنتها الحياء لأنه أساس الحجاب،
فلا تغير الأم حفاضات طفلتها أمام أحد وتعلمها بلطف ومزاح أن تغطي عوراتها؛
وأن لا تخلع ثيابها أمام أحد، ولا تظن الأم أنها صغيرة فالطفل يدرك ولكنه لا يستطيع التعبير، وكلما بدأت معها الأم مبكرة بهذا الأمر كان أفضل.


الدول التي فيها الحجاب

الدول التي فيها الحجاب إجباري
السعودية: تفرض السعودية على النساء سواء كن سعوديات أو غير سعوديات ارتداء العباءة. ويفرض القانون السعودي الحجاب على المرأة السعودية والمرأة الأجنبية .
إيران: تلزم القوانين الإيرانية منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979 النساء مسلمات كن أم غير مسلمات على ارتداء الحجاب. وتواجه كل من تظهر في الأماكن العامة وهي لا ترتدي الحجاب حكما بالسجن لفترة تتراوح بين عشرة أيام وشهرين، أو دفع غرامة تعادل ما بين 6 - 60 دولار أمريكي. وفي الفترة الأخيرة قامت الشرطة الإيرانية بتحذير أصحاب متاجر الملابس النسائية من عرض دمى العرض (المانيكان) دون حجاب. علماً بأنه أثناء حكم الشاه كان يمنع ارتداء الحجاب.
قطاع غزة: بعد سيطرة حركة حماس على الحكم في قطاع غزة إنضمت إلى الدول التي تفرض الحجاب، حيث أصبح إجبارياً في المدارس على الفتيات بدءً من الصف الرابع الابتدائي. كما إنه فرض على المحاميات أثناء جلسات المحاكم.[بحاجة لمصدر]
مدينة كوالا تيرينجانو بماليزيا: فرضت مدينة كوالا تيرينجانو التي تنتمي لولاية تيرينجانو شمال ماليزيا الحجاب على المسلمات وغير المسلمات منذ عام 2004، وقامت بفرضه حتى على العاملات في القطاع الخاص.

محاولات فرض الحجاب في بعض الدول
العراق: في فترة الانفلات الأمني كانت تضطر الفتيات (المسلمات وغير المسلمات) لارتداء الحجاب خوفا من الضرب أو الاختطاف والقتل من المليشيات الدينية المسيطرة على البلاد وذلك لسفورهن.
الكويت: حاول نواب في البرلمان الكويتي بفرض الحجاب على العضوات والوزيرات غير المحجبات، وقدم طعن بعضوية نائبتين في البرلمان بسبب عدم ارتدائهما الحجاب لأن قانون الانتخابات يجبر المرأة على احترام الشريعة الإسلامية، إلا أن المحكمة الدستورية رفضت الطعن وذلك لأن الأحكام الواردة في الشريعة الإسلامية لا تكون لها قوة إلزام القواعد القانونية إلا إذا تدخل المشرع وقننها وليس لها قوة النفاذ الذاتي والمباشر.

الدول التي تقيد ارتداء الحجاب
تونس: أصدرت تونس منشورا سنة 1981 في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة يعرف "بالمنشور 108"، ويصف هذا المنشور الحجاب بالزي الطائفي. ومع بدء العام الدراسي في سبتمبر 2005 شن مسئولي التعليم في تونس حملة واسعة النطاق لتطبيق المنشور 108، وتم منع الطالبات المحجبات من دخول المدارس والكليات، وتقاد المخالفات إلى قسم الشرطة للتحقيق معها في هذه التهمة حيث تجبر على توقيع تعهد بعدم ارتداء الحجاب مستقبلاً. وظل هذا الحظر حتى سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في يناير عام 2011.
فرنسا: أقر البرلمان الفرنسي في 10 فبراير 2004 قانون يحظر ارتداء أي رموز دينية ظاهرة سواء كانت الحجاب أو صلبان كبيرة أو نجمة داود أو التربان السيخي Sikh Turban بالمدارس الحكومية وذلك للحفاظ على الهوية العلمانية للدولة. وأقر هذا القانون بأغلبية ساحقة وطالب بمعاقبة غير الملتزمين فيه بعد استنفاد وسائل الحوار معهم.
وقد قوبل هذا الأمر بردود فعل مستنكرة وغاضبة في بعض أنحاء الدول الإسلامية.

حكم لبس العباءة المطرزة


سؤال: ما حكم لبس العباءة التي في أطرافها أو أكمامها قيطان أو غيره؟

الجواب: محرم حيث إنه يؤدي إلى الفتنة. فيا أختي المسلمة حكِّمي عقلك وفكري ومعِّني في لبسك للعباءة، فهل يُعقل أن تستري الزينة بزينة أخرى، وهل شُرع الحجاب إلا لإخفاء تلك الزينة؟!! فلنكن على بينة من أمرنا. ولنعلم أن أعداء الإسلام يحيكون ضدنا مؤامرة على الحجاب. فيا أيتها المسلمة أنقذي نفسك فإن متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى، فلا تغتري بمالك ولا جمالك، فإن ذلك لا يغني عنك من الله شيئاً !! وأني أنذرك وأحذرك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد عرضت عليه النار ورأى أكثر أهلها النساء، وأنذرك بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في النساء وأنت إحداهن: { اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء } وأنقذي نفسك من النار، واعلمي أنك أعجز من أن تطيقي عذاب النار، فإن الجبال لو سيرت في النار لذابت، فأين أنت من الجبال الراسيات والصم الشامخات؟ أنقذي نفسك من النار واستجيبي لمنادي الحق، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوَّض الله خيراً منه. وأن الآخرة هي مسعانا وإن طالت الآمال في الدنيا، فماذا تريدين من هذه العباءة المزركشة التي تشترينها بالمئات وأنت توضعين في القبر في كفن من أرخص الأقمشة، فهل تنفعك هذه العباءة في ظلمة القبر؟!! فتذكري نفسك وأنت في هذا الموضع.

نعم للتعليم.. لا للتبرج

إن المرأة في هذه البلاد – ولله الحمد – وصلت إلى أرقى مراتب التعليم، وحصلت على أعلى الشهادات التعليمية، وهي تعمل في كثير من المجالات التي تناسبها، فهناك الطبيبة، والمعلمة، والمديرة، وأستاذة الجامعة، والمشرفة والباحثة الاجتماعية، وكلّ هؤلاء وغيرهن يؤدين دورهن في نهضة الأمة وبناء أجيالها، لم يمنعهن من ذلك حجابهن وسترهن وحياؤهن وعفتهن.
لقد أثبتت المرأة المسلمة – في هذه البلاد – أنها تستطيع خدمة نفسها ومجتمعها وأمتها دون أن تتعرض لما تعرضت له المرأة في كثير من البلدان من تبذُّلٍ وامتهان، ودون أن تكون سافرة أو متبرجة أو مختلطة بالرجال الأجانب.
إن هذه التجربة التي خاضتها المرأة في بلادنا تثبت خطأ مقولة دعاة التبرج والاختلاط: ( إن النساء في بلادنا طاقات معطَّلة لا يمكن أن تُستَثمر إلا إذا خلعت حجابها وزاحمت الرجال في مكاتبهم وأعمالهم ). كَبُرَت كَلِمَةً تَخرُجُ مِن أَفوَاهِهِم إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا  [الكهف:5].
ماذا يريدون؟!
إن هؤلاء لا يريدون حضارة ولا مدنية ولا تقدماً ولا رقياً.. إنهم يريدون أن تكون المرأة قريبة منهم.. يريدونها كلأً مباحاً لشهواتهم.. يريدونها سلعةً مكشوفةً لنزواتهم … يريدون العبث بها كلما أرادوا.. والمتاجرة بها في أسواق الرذيلة.. إنهم يريدون امرأة بغير حياء ولا عفاف.. يريدون امرأة غربية الفكر والتصور والهدف والغاية.. يريدون امرأة تجيد فنون الرقص.. وتتقن ألوان الغناء والتمثيل.. يريدون امرأة متحررة من عقيدتها وإيمانها وطهرها وأخلاقها وعفافها.


قبائح التبرج

التبرج معصية لله ورسول 
ومن يعص الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئاً، قال رسول الله : { كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى }.
التبرج يجلب اللعن والطرد من رحمة الله
قال رسول الله : { سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات }.
التبرج من صفات أهل النار
قال رسول الله : { صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات.. } الحديث.
التبرج سواد وظلمة يوم القيامة
رُوي عن النبي  أنه قال: { مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها، كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها }، يريد أن المتمايلة في مشيتها وهي تجر ثيابها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها متسجدة في ظلمة والحديث – وإن كان ضعيفاً – لكن معناه صحيح وذلك لأن اللذة في المعصية عذاب، والطيب نتن، والنور ظلمة، بعكس الطاعات فإن خلوف فم الصائم ودم الشهيد أطيب عند الله من ريح المسك.
التبرج نفاق
قال النبي : { خير نسائكم الودود الولود، المواسية المواتية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا يدخلن الجنة إلا مثل الغراب الأعصم }، الغراب الأعصم: هو أحمر المنقار والرجلين، وهو كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان قليل.
التبرج تهتك وفضيحة
قال رسول الله : { أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل }.
التبرج فاحشة
فإن المرأة عورة وكشف العورة فاحشة ومقت قال تعالى:  وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء   [الأعراف:28]، والشيطان هو الذي يأمر بهذه الفاحشة  الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء   [البقرة:268].
التبرج سنة إبليسية
إن قصة آدم مع إبليس تكشف لنا مدى حرص عدو الله إبليس كشف السوءات، وهتك الأستار، وأن التبرج هدف أساسي له، قال تعالى:  يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا  [الأعراف:27].
فإذن إبليس هو صاحب دعوة التبرج والتكشف، وهو زعيم زعماء ما يسمي بتحرير المرأة.
التبرج طريقة يهودية
لليهود باع كبير في مجال تحطيم الأمم عن طريق فتنة المرأة وهم أصحاب خبرة قديمة في هذا المجال، حيث قال النبي : { فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء }.
التبرج جاهلية منتنة
قال تعالى:  وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى  [الأحزاب:33].
وقد وصف النبي  دعوى الجاهلية بأنها منتنة أي خبيثة فدعوى الجاهلية شقيقة تبرج الجاهلية، وقد قال النبي : { كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي }، سواء في ذلك تبرج الجاهلية، ودعوى الجاهلية، وحمية الجاهلية.
التبرج تخلف وانحطاط
إن التكشف والتعري فطرة حيوانية بهيمية، لا يميل إليه الإنسان إلا وهو ينحدر ويرتكس إلى مرتبة أدنى من مرتبة الإنسان الذي كرمه الله، ومن هنا كان التبرج علامة على فساد الفطرة وانعدام الغيرة وتبلد الإحساس و موت الشعور:
التبرج باب شر مستطير
وذلك لأن من يتأمل نصوص الشرع وعبَر التاريخ يتيقن مفاسد التبرج وأضراره على الدين والدنيا، لا سيما إذا انضم إليه الاختلاط المستهتر.

حكم لبس النقاب والبرقع واللثام

سؤال: في الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة بين أوساط النساء بشكل ملفت للنظر، وهي ما يسمى بـالنقاب، ففي بداية الأمر كان لا يظهر من الوجه إلا العينان فقط ؛ ثم بدأ النقاب بالاتساع شيئاً فشيئاً، فأصبح يظهر مع العينين جزء من الوجه مما يجلب الفتنة؛ ولا سيما أن كثير من النساء يكتحلن عند لبسه، وهن - أي النساء - إذا نوقشن في هذا الأمر احتججن بأن فضيلتكم قد أفتى بأن الأصل فيه الجواز، فنرجو توضيح هذه المسألة بشكل مفصل وجزاكم الله خيراً؟
الجواب: لا شك أن النقاب كان معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأن النساء كنَّ يفعلنه ؛ كما يفيده قوله صلى الله عليه وسلم : في المرأة إذا أحرمت: { لا تنتقب } فإن هذا يدل على أن من عادتهن لبس النقاب، ولكن في وقتنا هذا لا نفتي بجوازه ؛ بل نرى منعه، وذلك لأنه ذريعة إلى التوسع فيما لا يجوز، وهذا أمر كما قال السائل مشاهد، ولهذا لم نفت امرأة من النساء لا قريبة ولا بعيدة بجواز النقاب أو البرقع في أوقاتنا هذه ؛ بل نرى أن يمنع منعاً باتًّا، وأن على المرأة أن تتقي ربَّها في هذا الأمر، وألا تنتقب، لأن ذلك يفتح باب شر لا يمكن إغلاقه فيما بعد. 

أدلة سَتر الوجه من الكتاب والسنة

أولاً: قوله تعالى:  وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن  [النور:30].
قال العلامة ابن عثيمين: ( فإن الخمار ما تخمِّر به المرأة رأسها وتغطيه به كالغدقة، فإذا كانت مأمورة بأن تضرب بالخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها ).
ثانياً: قوله تعالى:  يأَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ… [الأحزاب:59].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلاليب ). قال الشيخ ابن عثيمين: ( وتفسير الصحابي حجة، بل قال بعض العلماء إنه في حكم المرفوع إلى النبي  ).
ثالثاً: عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي  قال: { لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين } [رواه البخاري].
قال القاضي أبو بكر بن العربي: ( قوله في حديث ابن عمر: { لا تنتقب المرأة المحرمة } وذلك لأن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج، فإنها ترخي شيئاً من خمارها على وجهها غير لاصق به، وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها ).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ( وهذا مما يدلّ على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن، وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن ).
رابعاً: في قوله : { المرأة عورة } دليل على مشروعية ستر الوجه. قال الشيخ حمود التويجري: ( وهذا الحديث دالّ على أن جميع أجزاء المرأة عورة في حق الرجال الأجانب، وسواءٌ في ذلك وجهها وغيره من أعضائها ).

أدلة الحجاب من الكتاب والسنة

في هذه الأدلة برهان ساطع على وجوب الحجاب، وإفحامٌ واضح لمن زعم أنه عادة موروثة أو أنه خاصٌّ بعصور الإسلام الأولى.
أولاً: أدلة الحجاب من القرآن:
الدليل الأول: قوله تعالى:  وَقُل للمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِن وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن  إلى قوله:  وَلاَ يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِن لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِن وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيهَا المُؤمِنُونَ لَعَلكُم تُفلِحُونَ  [النور:30].
قالت عائشة رضي الله عنها: { يرحم الله نساء المهاجرات الأُول؛ لما أنزل الله:  وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن  شققن مروطهن فاختمرن بها } [رواه البخاري].
الدليل الثاني: قوله تعالى:  وَالقَوَاعِدُ مِنَ النسَاء اللاتي لاَ يَرجُونَ نِكَاحاً فَلَيسَ عَلَيهِن جُنَاحٌ أَن يَضَعنَ ثِيَابَهُن غَيرَ مُتَبَرِّجَاتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَستَعفِفنَ خَيرٌ لهُن وَاللهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ  [النور:60].
الدليل الثالث: قوله تعالى:  يأَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ وَنِسَاء المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِن مِن جَلابِيبِهِن ذلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رحِيماً  [الأحزاب:59].
الدليل الرابع: قوله تعالى:  وقَرنَ فِي بُيُوتِكُن وَلاَ تَبَرَّجنَ تَبَرجَ الجاَهِلِيةِ الأولَى  [الأحزاب:33].
الدليل الخامس: قوله تعالى:  وَإِذَا سَأَلتُمُوهُن مَتَاعاً فـاسـأَلُوهُن مِن وَرَاء حِجَابٍ ذلِــكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقـُلُوبِهِن  [الأحزاب:53].
ثانياً: أدلة الحجاب من السنة:
الدليل الأول: في الصحيحين أن عمر بن الخطاب  قال: يا رسول الله، احجب نساءك. قالت عائشة: فأنزل الله آية الحجاب. وفيهما أيضاً: قال عمر: يا رسول الله، لو أمرتَ أمهات المؤمنين بالحجاب. فأنزل الله آية الحجاب.
الدليل الثاني: عن ابن مسعود  عن النبي  قال: { المرأة عورة } [الترمذي وصححه الألباني].
الدليل الثالث: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { من جرَّ ثوبه خُيَلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة } فقالت أم سلمة رضي الله عنها: فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال:{ يرخين شبراً }فقالت: إذن تنكشف أقدامهن. قال: { فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه } [رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح].

الحجاب عبادة وليس عادة


أختي المسلمة: إن دعاة الضلالة وأهل الفساد يحاولون دائما تشويه الحجاب، ويزعمون أنه هو سبب تخلف المرأة، وأنه كبت لها وتقييد لحريتها، ويشجعونها على التبرج والسفور وعدم التقيد بالحجاب، بدعوى أن ذلك دليل على التحرر والتحضر، وهم لا يريدون بذلك مصلحة المرأة كما قد تعتقده بعض الساذجات، وإنما يريدون بذلك تدمير المرأة والقضاء على حياتها وعفافها، فاحذري أختي المسلمة أن تنخدعي بمثل هذا الكلام، وكوني معتزة بدينك متمسكة بحجابك، وتأكدي أن الحجاب أسمى من ذلك بكثير، وأنه أولا وقبل كل شيء عبادة لله وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم ، وليس مجرد عادة يحق للمرأة تركها متى شاءت، وأنه عفة وطهارة وحياء.
أختي المسلمة، إن الله تعالى عندما أمرك بالحجاب إنما أراد لك أن تكونٍ طاهرة نقية بحفظ بدنك وجميع جوارحك من أن يؤذيك أحد بأعمال دنيئة أو أقوال مهينة، وأراد لك به أيضا العلو والرفعة. فالحجاب تشريف وتكريم لك وليس تضييقا عليك، وهو حلة جمال وصفة كمال لك، وهو أعظم دليل على إيمانك وأدبك وسمو أخلاقك، وهو تمييز لك عن الساقطات المتهتكات. فإياك إياك أن تتساهلي به أو تتنكري له، فإنه - والله - ما تساهلت امرأة بحجابها أو تنكرت له إلا تعرضت لسخط الله وعقابه، وما حافظت امرأة على حجابها إلا ازدادت رضا وقربا من الله، واحتراما وتقديرا من الله.



الحجـاب والمدنيـة

يرى دعاة المدنية أن الحجاب مظهر من مظاهر التخلف، وأنه يمنع المرأة من الإبداع والرقي، وهو عندهم من أكبر العقبات التي تحول بين المرأة وبين المشاركة في مسيرة الحضارة والمدنية، وفي عملية البناء التي تخوضها الدول النامية للوصول إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة من رقي وتمدن!!
ونقول لهؤلاء: ما علاقة الحجاب بالتقدم الحضاري والتكنولوجي؟!
هـل من شروط الحضارة والمدنية أن تخلع المرأة ملابسها وتتعرَّى أمام الرجال؟!
هـل من شروط الحضارة والمدنية أن تشارك المرأة الرجل متعته البهيمية وشهواته الحيوانية؟!
هـل من شروط الحضارة والمدنية أن تكون المرأة جسداً بلا روح ولا حياء ولا ضمير؟!
هل الحجاب هو السبب في عجزنا عن صناعة السيارات والطائرات والدبابات والمصانع والأجهزة الكهربائية بشتى أنواعها؟!
لقد تخلت المرأة المسلمة في معظم الدول العربية والإسلامية عن حجابها، وألقته وراء ظهرها، وداست عليه بأقدامها، وخرجت لتعمل مع الرجل، وشاركته معظم ميادين عمله!!
فهـل تقدمت هذه الدول بسبب تخلِّي نسائها عن الحجاب؟!
وهـل لحقت بركب الحضارة والمدنية بسبب اختلاط الرجال بالنساء؟!
وهـل وصلت إلى ما وصلت إليه الدولُ المتقدمة من قوة ورقيّ؟!
وهل تخلصت من مشاكلها الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والأخلاقية؟!
الجواب واضح لا يحتاج إلى تفصيل. فلماذا إذن تدعون إلى التبرج والسفور والاختلاط يا دعاة المدنية والحضارة؟!

لمـاذا فـرض الحجـاب؟


1- أن الحجاب فُرض لتمييز الحرائر عن الإماء، ويستدلون بقوله تعالى: "ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ" (الأحزاب: 59)، فقد ذهب الكثير من المفسرين إلى أن الحجاب كان خاصا بالحرائر دون الإماء، ومنهم الطبري والرازي والبيضاوي والقرطبي والزمخشري، وبناء عليه فإن أصحاب هذه الدعوى يفترضون أن الحجاب لم يعد حكما واجبا اليوم، إذ انتهى عهد الرق ولم تعد هناك حاجة للتمييز بين الحرائر والإماء.
في الجهة المقابلة، لا نجد في كتب أي من المفسرين من قال بذلك، بل إنهم لم يستندوا في إيراد هذه العلة إلا إلى أخبار لم يُجزم بصحتها، ومنها أن عمر بن الخطاب كان يضرب الإماء إذا رآهن متحجبات قائلا: "اكشفن رؤوسكن ولا تتشبهن بالحرائر". مع أن مقاصد الشريعة تتناقض مع هذا التمييز بين الحرة والأمة، والذي يقتضي غض الطرف عن الأذى الذي قد تتعرض له الأمة والتساهل معه، في الوقت الذي تتكاثر فيه الأحاديث على المساواة بين الحر والعبد مما لا يختلف عليه اثنان.
على أي حال، فإن المفسرين الذين سردوا هذه الأخبار في كتبهم من باب التحقيق والأمانة العلمية لم يجنحوا إلى عدّ التمييز بين الحرة والأمة كعلة وحيدة لفرض الحجاب، فالآيات التي تنص على وجوب الحجاب تتضمن عللاً أخرى أكثر وضوحاً مما سيأتي بيانه، فلا يصح بذلك الاكتفاء بهذه العلة والاحتجاج بعدم بقائها في هذا العصر.
بالرغم من ذلك، فإننا إن سلمنا بأن التمييز هو العلة الوحيدة، فإن الأذى (التحرش) الذي تتعرض له الحرائر السافرات اليوم لا يختلف في شيء عن الذي كان يعرض للإماء من قبل، مما يدفعنا للتفكير في علة أخرى تكون في صالح المرأة نفسها، سواء كانت حرة أم أمة.

2- أن الحجاب قد فُرض لتربية المرأة والحفاظ على أخلاقها من الانحراف، ويتشدق أصحاب هذا الرأي دائما بأمثلة لا تحصى عن فتيات محجبات غير أخلاقيات، في مقابل فتيات يتمتعن بالأخلاق العالية دون أن يضعن الحجاب على رؤوسهن.
وهذا رأي عجيب لا ندري ما المبرر لإلزامنا به، إذ لا يجد الباحث في النصوص أو التراث أي دليل عليه، ولم نسمع أحدا من الفقهاء قد أصدر حكمه بتغطية أجساد النساء لتتهذب أخلاقهن، بل تنص الآيات بوضوح على أن العلة الأولى هي حماية المرأة من الأذى، بغض النظر عن أخلاقها التي لا يمكن تقويمها إلا بالتربية، أما الحجاب فهو إجراء احترازي لحماية الرجل من الفتنة، وحماية المرأة من مضاعفات هذه الفتنة، وهو فرض على جميع النساء بغض النظر عن أي اعتبار ديني أو أخلاقي أو اجتماعي.

3- أن الحجاب أداة سياسية، ابتكرها الإسلاميون للتلويح بها في وجه خصومهم، ويتبع ذلك إطلاق مصطلحات عجيبة من قبيل: ثقافة الحجاب، ومؤسسة الحجاب!
ومن الواضح للعيان أن هذه الحجة لا يمضي أصحابها في عرضها إلى أبعد من ذلك، بل لا يملكون من الأدلة عليها إلا دعوة الناشطين الإسلاميين في عالم السياسة إلى الحجاب، دون أن يلحظوا أن هؤلاء الناشطين يهتمون أيضا بالدعوة إلى الصلاة والصوم وغيرها من أحكام الإسلام، فضلا عن استماتتهم في الدفاع عن الأوطان وفضح أطماع الأعداء، ولكن العجيب هو أن أيا من هذه الدعوات لم يحظ بذلك الاهتمام العلماني الذي حظي به الحجاب.
علاوة على ذلك، فإن أصحاب هذه النظرية لم ينتبهوا إلى أن الحجاب يستند إلى نص قرآني يتداوله المسلمون منذ أربعة عشر قرنا، فما المبرر إذن لتحميله بعدا سياسيا لا يمتد إلى ما هو أبعد من ثمانين عاما خلت، حين بدأت الحركات الإسلامية بالتشكل؟.. بل ما هي العلة التي يرون أنها السبب في التزام ملايين المسلمات في مجتمعات لا تصل إليها أنشطة تلك الحركات الإسلامية؟ أم لعلهم ينسبون إلى هؤلاء الناشطين قوى خارقة في التلاعب بعقول تلك الملايين؟

4- أنه فُرض على المرأة لاضطهادها من قبل الرجال، والدليل الذي يتمسك به أصحاب هذه النظرية هو اقتصار الحجاب على المرأة دون الرجل، إذ يدفعهم ذلك لافتراض استغلال "طبقة" الفقهاء من الرجال لبعض النصوص بهدف تفسيرها على نحو يرسخ نظرتهم الظالمة للمرأة.
والعجيب في الأمر هو تجاهل هؤلاء للحال الذي كانت عليه النساء في عصر نزول هذه النصوص، إذ نزلت آية الحجاب قبل وجود "طبقة الفقهاء"، والتزمت بها النساء فور سماعهن بها.
أخرج أبو داود وابن أبي حاتم وابن مردويه عن صفية بنت شيبة قالت: بينا نحن عند عائشة فذكرن نساء قريش وفضلهن فقالت عائشة: "إن نساء قريش لفضلي، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار، أشد تصديقا لكتاب الله، ولا إيمانا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل إليهن فيها، ويتلو الرجل على امرأته وبنته وأخته، وعلى ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فاعتجرت به تصديقا وإيمانا بما أنزل الله في كتابه، فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم للصبح متعجرات كأن على رؤوسهن الغربان." وقد ورد الحديث بأكثر من رواية بعضها في صحيح البخاري.
 وليس في الحديث كما نرى أي دليل على اضطهاد أو إكراه من جنس لآخر، بل لم يكن للفقهاء هنا أي دور في تفسير هذه الآية التي تنص بوضوح على وجوب الخمار، إذ بادرت النساء على الفور بتنفيذ أمر الله فور علمهن به، لكونه أمرا من الله تعالى لا من الرجال.
أما عن كون هذا الحكم خاصا بالمرأة دون الرجل، فهذا مما لا يحتاج إلى كبير جهد لبيان علته، فلا يختلف اثنان على أن الرجل يفتتن بكل ما يظهر من جمال المرأة، في الوقت الذي تضع فيه المرأة وسامة الرجل في درجات ثانوية، تأتي بعد اهتمامها بشخصيته وعلمه وماله وغير ذلك، بل إنه من المألوف جدا أن يقترن الرجل بمن تصغره سنا، وأن تصرف المرأة جل وقتها لإخفاء معالم الشيخوخة حفاظا على مكانتها في قلب الرجل، دون أن يكلف الرجل نفسه عناء ذلك.

5- أنه وسيلة لعزل المرأة المسلمة في الغرب عن مجتمعها العلماني ولتمييزها عن غيرها من النساء.
ولا يمضي أصحاب هذه النظرية أيضا إلى ما هو أبعد من ذلك، بل يكتفون بضرورة انصهار النساء جميعا في بوتقة واحدة، إذ يرون أن الرجل المسلم لا يختلف في مظهره عن غيره من الرجال، مما يعني ضرورة إجبار المرأة المسلمة أيضا على عدم ظهورها بما يميزها عن غيرها من النساء.
ويتابع هؤلاء بافتراض كون الحجاب رمزا دينيا، ثم يلحقونه بافتراض آخر يماثله عند الرجل المسلم وهو إطلاق لحيته، ومن ثمّ فإن كلاً من هذين الرمزين يُعدان إشارة إلى كون من يلتزم بهما من "طبقة رجال الدين"، ولا يمكن للطبقات الأخرى من المجتمع أن تشترك مع هؤلاء في المظهر.
إن هذا التصور نابع من موقف الغرب من الدين أولا، ومن مفهومه الخاص لدور الدين ورجاله ثانيا.
فالموقف الغربي من الدين اليوم قائم جملة وتفصيلا على تاريخ طويل من الصراع، إذ ارتبطت صورة الكنيسة طوال قرون بشتى ألوان الاضطهاد والظلام والتخلف، وهذا مما لم يعهد له المسلمون مثيلا في تاريخهم.
أما مفهوم طبقة رجال الدين فقائمة أيضا على خصوصية الدين المسيحي في المجتمع الأوربي، إذ لا يوجد الدين هناك إلا مع وجود مؤسسة كنسية يديرها رجال ونساء منتدبون لهذه المهمة، وهم طبقة من الرهبان والراهبات الذين نذروا حياتهم للدين دون غيره، فلا يمكن الجمع بين هذه المهمة وبين غيرها، بل لا يسمح لأفراد هذه الطبقة بممارسة مهماتهم خارج نطاق المؤسسة.
وهذا تصور لا نجد مثيله أيضا في الإسلام، فليست هناك مؤسسة دينية ولا تنظيم ديني للعاملين فيها، بل هناك مساجد للعبادة والعلم، وعلماء لا يختلفون عن غيرهم سوى بقدراتهم العقلية والنفسية، وعلمهم متاح للجميع طلباً وبذلاً. أما الالتزام بالدين في مظاهره وسلوكه وعقيدته فهو أمر مطلوب من كل المسلمين دون تمييز، وعليه فإن إعفاء اللحى واجب على كل الرجال، كوجوب الحجاب على كل النساء.
بناء على ذلك، فإن المسلم ملزم بالتقيد بهذه الواجبات في كل زمان ومكان، بناء على أمر إلهي ليس لأحد من الناس فيه أي دور، ويستوي في ذلك الرجال والنساء، دون التفات إلى مستوى علمهم ومكان إقامتهم وطبيعة مهنتهم.

6- أن الحجاب في حد ذاته ليس بالأمر المهم، بل هو مجرد أداة ضغط يتلاعب بها الإسلاميون لإبرازها عند الحاجة، مستهدفين بذلك إثارة القلاقل وصرف الأنظار عما هو أهم.
وقد يلاحظ كل من قُدر له الاطلاع على كتابات هذا النوع من الكتاب أن الأمور المهمة هي تلك التي تتعلق بالفقر والبطالة والوضع الاقتصادي للمجتمع، أما إذا ارتفع مستوى الاهتمام قليلا عن المادة فإن الأهمية لا تتعدى حقوق المرأة الأخرى من ضرورة رفع الظلم عنها، وتعليمها، ومساواتها التامة بالرجل.
وإذا كان الإسلام هو أولى الدعاة بإحقاق الحق ورفع الظلم ونشر العلم، فإن الخلط هنا ليس قاصرا على مفهوم هؤلاء للمساواة الذي لا يراد منه تحويل المرأة إلى رجل كما يُخيل إلى البعض، ولا حتى العبث بأنوثتها، بل إن ترتيب الأمور على هذا النحو من الأهمية لا يقوم لديهم على أكثر من تصورهم العلماني للحياة، فالحوار هنا لا يصح أن يظل حبيس وجهات النظر حول المهم والأهم، ما لم نتفق أولاً على تصور واضح لوجود حياة أخرى بعد هذه الدنيا أو لا.
عند ذلك، يصبح الحديث عن البطالة والفقر مجرد شغب وصرف للأنظار عن هذه القضية، إذ لم يقدم لنا أحد من هؤلاء بين يدي دعواه ما يدل على أن الاهتمام بالعفة والأخلاق يتنافى مع اهتمامنا المشترك بالتنمية ومحاربة الفقر، أما إذا كان همّهم مقصوراً على هذا الجانب المادي من الإنسان، فليأخذ الحوار إذن منحاه الحقيقي، وليُترك أمر العفة وما يقوم عليه من تماسك البنيان الاجتماعي للمختصين، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.


 لماذا فُرض الحجاب إذن؟

لا يختلف اثنان على أن التشريع في الإسلام لا يصدر إلا عن القرآن والسنة، وقد وردت آيات وجوب الحجاب في القرآن الكريم بوضوح لا يرقى إليه شك، ويمكن جمعها على النحو الآتي:
 (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. وَقُل لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور: 30-31).
 (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاَّتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (النور:60).
 (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاَةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الأحزاب: 33).
 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلاَ أَن تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا) (الأحزاب: 53).
 (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) (الأحزاب: 59).

لمن يلبس الحجاب

يرى الفقهاء أنه يجب على كل امرأة مسلمة أن تلبس الحجاب الشرعي أمام الرجال الأجانب ، وهم جميع الرجال باستثناء المحارم ، و هم  :


  • الآباء
  • الأجداد
  • آباء الأزواج
  • أبناء الأزواج
  • أبنائهن
  • الأخوة
  • أبناء الأخوة
  • أبناء الأخوات
  • الأعمام
  • الأخوال
  • المحارم من الرضاع
  • جهل أم عناد؟!






    إليكم يا من تزعمون أن حجاب المسلمة لا يناسب هذا العصر!!
    إليكم يا من تدّعون أن تغطية الوجه من العادات العثمانية!!
    إليكم يا من تريدون إخراج المرأة من بيتها واختلاطها بالرجال في كل مكان.
    هذه آيات القرآن أمامكم فاقرءوها.. وهذه أحاديث النبي محمد  بين أيديكم فادرسوها... وهذا فهم أئمة الإسلام من السلف والخلف يدل على وجوب الحجاب وستر الوجه فاعقلوه. فإن كنتم جهلتم هذه الآيات والأحاديث في الماضي فها هي أمامكم، ونحن ننتظر منكم الرجوع إلى الحق وعدم التمادي في الباطل؛ فإن الرجوع إلى الحق فضيلة، والإصرار على الباطل شر ورذيلة.
    أما إذا كنتم من الصنف الذي وصفه الله تعالى بقوله:  وَجَحَدُوا بِهَا وَاستَيقَنَتهَا أَنفُسُهُم ظُلماً وَعُلُواً  [النمل:14]، فإنكم لن تنقادوا للحق، ولن ترجعوا إلى الصواب، وإن سردنا لكم عشراتٍ بل مئاتِ الآيات والأحاديث، لأنكم – بكل بساطة – لا تؤمنون بكون الإسلام منهج حياة، وبكون القرآن صالحاً لكلّ زمان ومكان. قال تعالى:  أَفَحُكمَ الجَاهِلِيةِ يَبغُونَ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللهِ حُكماً لقَومٍ يُوقِنُونَ  [المائدة:50].

    الحجاب في الثقافة الإسلامية


    الحجاب في الثقافة الإسلامية : هو لباس يستر جسد المرأة. وهو أحد الفروض الواجبة على المرأة في شرائع معظم الطوائف والفرق الإسلامية. لغويا الحجاب هو الساتر، وحجب الشئ أي ستره، وامرأة محجوبة أي امرأة قد سُترت بستر. عادة ما يسمى غطاء رأس المرأة بالحجاب في الأوساط العربية والإسلامية. وهناك إجماع من علماء الدين الإسلامي على وجوب الحجاب على المرأة،وإن كانوا يختلفون في هيئته، فمنهم من يرى أن على المرأة ستر جميع جسدها بما فيه الوجه والكفين، بينما يرى أغلبهم جواز كشف الوجه والكفين

    شروط الحجاب الشرعي

    إن الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة يجب أن يكون سميكا غير شفاف، وألا يكون زينة في نفسه كأن يكون ذا ألوان جذابة يلفت الأنظار، ولا ضيقا، ولا لباس شهرة، ولا معطرا؛ لأن النبي  حرّم على المرأة أن تتعطر وتخرج إلى مكان فيه رجال أجانب، فقال: { أيما امرأة استعطرت فمرت بالقوم ليجدوا ريحها فهي زانية }، وألا يشبه لباس الرجل، ويجب أن يكون الحجاب أيضا ساترا لجميع البدن بما في ذلك الوجه الذي تساهلت بكشفه بعض النساء بحجة أنه ليس بعورة. وياللعجب كيف لا يكون الوجه عورة وهو أعظم فتنة في المرأة، وهو مكان جمالها ومجمع محاسنها، وإذا لم يفتتن الرجل بوجه المرأة فبماذا سيفتتن إذا؟!!
    ولقد وردت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة تدل على وجوب تغطية المرأة لجميع بدنها؛ لأن المرأة كلها عورة لا يصح أن يرى الرجال الذين ليسوا من محارمها شيئا منها، ومن هذه الأدلة قوله تعالى:  وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ  [النور: 31]، قالت عائشة رضي الله عنها: { لما نزلت هذه الآية أخذن نساء الأنصار أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها } أي: غطين وجوههن. 

    وأيضا ما جاء في الحديث المتفق على صحته في قصة عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك لما نامت في مكانها ثم أتى صفوان ابن المعطل إليها قالت: فخمرت، وفي رواية: (فسترت وجهي عنه بجلبابي) الحديث كل ذلك مما يدل على وجوب تغطية الوجه.
    لذا يجب على كل امرأة مسلمة أن تتقي الله في نفسها، وأن تلتزم بحجابها التزاما كاملا، ولا تتساهل بأي شيء منه، كأن تكشف مثلا كفيها أو ذراعيها، أو تلبس نقابا أو لثاما مثيرا للفتنة، تظهر من خلاله جزءا كبيرا من وجهها، أو تغطي وجهها بغطاء شفاف يشف ما تحته، ثم تعتقد بعد ذلك أنها قد تحجبت حجابا كاملا، وأن ما كشفته من جسمها يعتبر أمرا بسيطا لا يثير الفتنة، أو لا يعتبر من التبرج، المذموم، وأنه يجب عليها أن تحرص على أن تتجنب كل ما قد يؤثر على حجابها أو يخدش حيائها، لئلا يطمع فيها الفسقة كما هي عادتهم مع المرأة التي لا تظهر بمظهر الاحتشام الكامل، ولكي لا تعرض نفسها لسخط الله وعقابه، كما ورد ذلك عن رسول الله  في قوله: { صنفان من أهل النار لم أرهما …} وذكر {… ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا } [رواه مسلم].
    قال أهل العلم: معنى كاسيات عاريات أنهن يلبسن ملابس لكنها قد تكون ضيقة أو شفافة أو غير ساترة لجميع الجسم.
    وسئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين –حفظه الله تعالى- عن صفة الحجاب الشرعي، فأجاب حفظه الله بقوله: القول الراجح أن الحجاب الشرعي أن تحجب المرأة كل ما يفتن الرجال بنظرهم إليه، وأعظم شيء في ذلك هو الوجه، فيجب عليها أن تستر وجهها عن كل إنسان أجنبي منها، أما من كان من محارمها فلها أن تكشف وجهها له.
    وأما من قال إن الحجاب الشرعي هو أن تحجب شعرها وتبدي وجهها… فهذا من عجائب الأقوال !! فأيما أشد فتنة: شعر المرأة أو وجهها؟! وأيما أشد رغبة لطالب المرأة أن يسأل عن وجهها أو أن يسأل عن شعرها؟
    كلا السؤالين لا يمكن الجواب عنهما إلا بأن يقال: إن ذلك في الوجه. وهذا أمر لا ريب فيه، والإنسان يرغب في المرأة إذا كان وجهها جميلا ولو كان شعرها دون ذلك، ولا يرغب فيها إذا كان وجهها ذميماً ولو كان شعرها أحسن الشعر، ففي الحقيقة أن الحجاب الشرعي هو ما تحتجب به المرأة حتى لا يحصل منها فتنة أو بها، ولا ريب أن متعلق ذلك هو الوجه.




    الحجاب إيمان طهارة تقوى حياء عفة

    فضائل الحجاب
    الحجاب طاعة لله عز وجل وطاعة للرسول :
    أوجب الله طاعته وطاعة رسول  فقال:  وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا   [الأحزاب:36].
    وقد أمر الله سبحانه النساء بالحجاب فقال تعالى:  وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا   [النور:31].
    وقال سبحانه:  وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى  [الأحزاب:33]، وقال تعالى:  وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ   [الأحزاب:53]، وقال تعالى:  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ   [الأحزاب:59].
    وقال الرسول : { المرأة عورة } يعني يجب سترها.
    الحجاب عفة
    فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوان العفة، فقال تعالى:  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ  [الأحزاب:59]، لتسترهن بأنهن عفائف مصونات فلا يتعرض لهن الفساق بالأذى، وفي قوله سبحانه  فَلَا يُؤْذَيْنَ   إشارة إلى أن معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر.
    الحجاب طهارة
    قال سبحانه وتعالى:  وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ   [الأحزاب:53].
    فوصف الحجاب بأنه طهارة لقلوب المؤمنين والمؤمنات لأن العين إذا لم تر لم يشته القلب، ومن هنا كان القلب عند عدم الرؤية أطهر، وعدم الفتنة حينئذ أظهر لأن الحجاب يقطع أطماع مرضى القلوب:  فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ  [الأحزاب:32].
    الحجاب ستر
    قال رسول الله : { إن الله حيي ستير، يحب الحياء والستر }، وقال : { أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عز وجل عنها ستره }، والجزاء من جنس العمل.
    الحجاب تقوى
    قال تعالى:  يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ   [الأعراف:26].
    الحجاب إيمان
    والله سبحانه وتعالى لم يخاطب بالحجاب إلا المؤمنات فقد قال سبحانه وتعالى:  وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ   وقال الله عز وجل:  وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ  .
    ولما دخل نسوة من بني تميم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عليهن ثياب رقاق قالت: { إن كنتن مؤمنات فليس هذا بلباس المؤمنات، وإن كنتين غير مؤمنات فتمتعن به }.
    الحجاب حياء
    قال : { إن لكل دين خلقاً، وإن خلق الإسلام الحياء }، وقال : { الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة }، وقال عليه الصلاة السلام: { الحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإن رفع أحدهما رفع الآخر }.
    الحجاب غيرة
    يتناسب الحجاب أيضاً مع الغيرة التي جُبل عليها الرجل السوي الذي يأنف أن تمتد النظرات الخائنة إلى زوجته وبناته، وكم من حرب نشبت في الجاهلية والإسلام غيرة على النساء وحمية لحرمتهن، قال علي رضي الله عنه: "بلغني أن نساءكم يزاحمن العلوج –أي الرجال الكفار من العجم – في الأسواق ألا تغارون؟ إنه لا خير فيمن لا يغار ".




    أختاه..ماذا عن الحجاب؟


    {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور: 31).
    وأنا أعلم أن قضية الحجاب تكاد تكون من أعقد القضايا التي تواجهينها في حياتك، وفي طريقك إلى الله.. فلقد عملتْ شياطين الأرض لفترة طويلة على الحيلولة دون التزام هذا الحكم الشرعي القطعي في الإسلام. ولقد بثّوا سمومهم الفتّاكة في قلوب فتيات المسلمين، حتى غدا الحجاب مسألة معقدة تحتاج معها الفتاة إلى التفكير الطويل والجهد الكبير!
    إنها – بدايةً – ليست قضية رجل يريد فرض رؤيته على المرأة الضعيفة كما يروّج بعض أعداء هذا الدين! إنما هي من عند الله سبحانه.. من عند خالق الرجل والمرأة.. الخالق المنعم المتفضل الذي يعلمُ ما يصلح للبشر في منهج حياتهم.
    إن قاعدة الإسلام الأولى هي تصديق خبر الرسول صلى الله عليه وسلم جملةً وعلى الغيب، وقبول الشرع جملةً وعلى الغيب. ومن ثمّ فإنه من البديهي أن يكون مقتضى قبولنا بفرضية الحجاب التزاما به على الوجه الشرعي الذي أراد الله للمرأة. فإن تصديقنا بشرعية أمر ما وقبولنا لتطبيقه لا معنى لهما إن لم يتحققا في الواقع! وتلك هي حقيقة الإسلام، إذ إن العمل هو المطلوب في النهاية: {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاعَ بإذن الله} (النساء: 64). ولا قيمة لقناعة لم تنتج سلوكا مطابقا لما تقتضي.. ولا قيمة للأحلام والأمانيّ والخيالات ما لم تتجسّد في واقع.. فالحجاب إذا طاعة لله عزّ وجلّ مرتبطة بالإيمان أشدّ الارتباط.
    عن عائشة رضي الله عنها قالت: “يرحم الله نساء المهاجرات الأول، لما أنزل الله: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن}. شققنَ مروطهنَّ فاختمرنَ بها” (رواه البخاري).
    إنه مشهد نديّ بديع.. مشهد أولئك النسوة من الرهط الأول.. وهنّ يستجبن إلى أمر الله عزّ وجلّ حين نزل.. بسرعة عجيبة.. وبقبول فريد!
    وأتصوّر نفسي وأنا عائدٌ في مجاهيل التاريخ.. أربعة عشر قرنا إلى الوراء.. أطلّ عليهن وهنّ يتلقّين هذا الأمر الربانيّ.. مدركاتٍ أنّ السعادة والأنس والراحة في الاستجابة على الفور.. لا يتلكّأنَ ولا يتردّدنَ للحظة بعد سماع الأمر.. فما بال فتياتنا والقرآن حاضر بين أيديهنّ وريح الجنة فائح في ظلاله.. ما بالهنّ يستنكفنّ عن تلبية هذا النداء الأنيس الفريد؟!
    إن الواقع الجاهليّ الذي نعيش في كنفه واقعٌ ضخم في الحقيقة.. إنه ثقيل على كل مسلم.. وعلى الفتيات المسلمات على وجه الخصوص.. ثقيل على النفس.. ثقيل على الأعصاب.. ثقيل على الرغبات والأحاسيس.. وشياطين الأرض من الإنس يتولّون مهمة تزيينه في العقول والأرواح.. ويتولّون في ذات الوقت تشويه صورة الحق.. حتى يتبدّى الحق نشازا في جوقة الفجور الضالة المعربدة!
    ولكننا نمتلك الزاد.. الزاد الذي يجعلنا نرتفع فوق هذا الواقع.. نرتفع بأرواحنا وعقولنا وأحاسيسنا وضمائرنا.. نرتفع فوقه لأننا نعلم أنه وحل.. وأنه جاهلية.. وأنه حياد عن منهج الله الذي ارتضاه للبشر.. إن معنى أن نلتزم بأوامر الله هو أن نكون مع الله في كل حين.. فمتى يكون الالتزام نابعا من شعور عميق بتلك القربى من الله العليّ الكبير تكون الفرحة الغامرة في قبول شرعه ومتابعة أمره ونهيه.. وما أجملها من لحظات.. وما أبهجها من لحظات.. تلك التي يكون المرء فيها شاهدا بسلوكه الحيّ على قبول شرع الله.. مدركا أن الله يراه في كل لحظة ويرى أنه ملتزم بأمره حبّا في طاعته وإيمانا بمنهجه.. وذلك هو حالك اختاه حين تلتزمين بالحجاب الشرعي.. إنك تشعرين إذ ذاك أنك مع الله.. فلا يعنيكِ من بهرج الجاهلية الضاغطة ومن فتنتها العارية أي سوء حين ترتضين حمى الله.. حين تدركين في نفسك أنك حقّقتِ انتصارا عليها، لأنك استطعتِ أن ترتفعي فوقها.. لتحلّقي في ذرى المجد والإيمان!
    إنّكِ إذ ذاك تشعرين بالتناسق العجيب مع الكون من حولك.. الكون العابد لله.. فحين يخضع كيانك الاختياري لأمر الله ونهيه يتحقّق هذا التوافق الجميل الشفيف:
    {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (فصلت: 11).
    {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا} (مريم: 93).
    {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} (آل عمران: 83).
    {وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ} (الروم: 26).
    إن هذا الكون هو من خلق الله تعالى، وهذه الفطرة البشرية كذلك. فإذا كان الكون مقهورا على طاعة الله عزّ وجلّ، فإن الله قد وهب الإنسان خصالا كرّمه بها وفضّله على جميع من خلق:
    {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (الإسراء: 70).
    لقد كرّمه إذ أعطاه خصالا تميّزه عن بقية الخلق، أعطاه الإرادة والوعي وحرية الإختيار. ومقتضى هذا التكريم والتفضيل من الله العليّ العزيز أن يطيع الإنسانُ ربّه ويلتزم شرعه. دون تلكؤ ولا تحجّج بهذا الواقع. فإذا كان واقع الجاهلية البشرية ضاغط إلى الأسفل أفلا يكون واقع هذا الكون العابد لله كلّه أثقل في حسّه ليرتفع معه في طريق الله؟! أفلا يحسّ الإنسان بالوجود الحقيقي حين يشعر بتلك الوشيجة الحيّة التي تربطه بهذا الكون العابد وكلّ ما فيه من عوالم الجماد والحيوان والنبات؟!
    إن معنى حجابك أختي الكريمة أن تكوني على صلة بمنهج الله.. وأن تكوني حيّة في معيّة الله.. وأن تكوني جزءًا من ذلك الرهط الكريم المبتدئ بسيدنا آدم عليه السلام.. مرورا بنوح وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى عليهم السلام.. ونبيّنا المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.. امتدادا له ما دمتِ على اتصال بالمنهل الذي تلقّوا جميعا منه.. الوحي الرباني.. تسيرين في طريق الله واثقة الخطى.. مترفّعةً عن كل ما تتوهّمينه من ضغط أو تخلّف عن ركب الناس.. فهو ركب التائهين.. وذاك ركب المكرمين فأي الركبين أحق بالمتابعة؟!
    وسوف تصادفين في طريق الله ابتلاءاتٍ كثيرة.. ولكن ثقي دوما أن الله إذا أحبّ عبدًا ابتلاه.. وسوف ينفثُ شياطينُ الإنس والجنّ في روعكِ أنْ أعرضي عن منهج الله.. ولكن تذكّري دوما أن الشيطان {ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون} (النحل: 99).



    الحجاب عبادة

    الحجاب عبادة من أعظم العبادات وفريضة من أهم الفرائض؛ لأن الله تعالى أمر به في كتابه، ونهى عن ضده وهو التبرج، وأمر به النبي  في سنته ونهى عن ضده، وأجمع العلماء قديماً وحديثاً على وجوبه لم يشذّ عن ذلك منهم أحد، فتخصيص هذه العبادة – عبادة الحجاب – بعصر دون عصر يحتاج إلى دليل، ولا دليل للقائلين بذلك ألبتة. ولذلك فإننا نقول ونكرر القول: "لا جديد في الحجاب".